social media, مقالات منشورة, مصادر أكاديمية, معرفة, نحو إثراء المحتوى العربي الأكاديمي, خواطر متفرّقة

Clubhouse: اللاعب الجديد على خارطة وسائل التواصل الاجتماعي، ما الذي يقوله لنا علم الاجتماع الرقمي؟

كعضو في جيل الثمانينات، أملك ذاكرة جيدة عن مسيرة شبكة الإنترنت في السعودية منذ 1999. ابتداء من المنتديات وصولا للاعب الجديد على ساحة وسائل التواصل الاجتماعي: Clubhouse. وكحاصلة على الدكتوراه في مجال الهوية، المرأة واستخدامات وسائل التواصل الاجتماعي، أظنني تشبعت بما يكفي بتحليل تبني هذه المنصات بشكل علمي. في هذه المقالة أحاول رسم خارطة بسيطة عن ما يعنيه Clubhouse بحثيا، انطلاقا مما أعرفه جيدا، وانتهاء إلى التساؤلات غير المحدودة التي يمكن أن نطرحها. كل ذلك إجابة على تساؤل محدد: ما الذي يمكن أن يقوله علم الاجتماع الرقمي لنا عن Clubhouse؟ 

ما هو Clubhouse: 

يقص لنا ويكيبيديا قصة تأسيس Clubhouse في إبريل 2020 (سنة كوفيد-19 أو كورونا كما نسميها). باختصار هو تطبيق للمحادثة الصوتية، يمكن تحميله فقط على أجهزة IOS، ويمكن المشاركة فيه عبر الحصول على دعوة فقط. قفز عدد مستخدمي التطبيق من 1500 في مايو 2020 إلى 6 ملايين في فبراير 2021 وقفزت قيمته السوقية من 100 مليون دولار في مايو 2020 إلى بليون في يناير 2021 ويتصدر عدد مستخدميه كلا من: ألمانيا، إيطاليا، اليابان وكوريا الجنوبية

المنتدى الصوتي هكذا أود تسميته: 

في كل مرة أقرأ كلمة “كلوب”، لا يمكنني إلا أن أتخيل سقوط الواو! لذلك، أفضل تسمية clubhouse بالمنتدى الصوتي، كتسمية إخواننا المصريين للـ Facebook بكتاب الوش 😉 على كل حال، ما الذي أتى به هذا التطبيق للمستخدمين السعوديين؟ وكيف تم تبنيه حتى الآن؟ وما هو المتوقع من أشكال الاستخدامات التي لم تفاجئنا “سعوديا” وما هي الأخرى التي أتى clubhouse ليقدمها ويتحداها؟ هذا ما أحاول مناقشته في الفقرات التالية. 

علم الاجتماع الرقمي: 

يمكن تعريف علم الاجتماع الرقمي ببساطة بأن فرع من فروع علم الاجتماع يهتم بالمقاربة العلمية ما بين التكنولوجيا والمجتمع، بكل ما ينضوي تحته من مواضيع، ابتداء من الأمية الرقمية، الحتمية التكنولوجية، الهويات الرقمية وإعادة تشكيل الهوية، والذكاء الاصطناعي وعلاقته بالخصوصية والبطالة والأنسنة وغيرها. وما يميز هذا المجال هو بينيته، فهو من المجالات التي تجمع أكثر من مجال بحثي، مثل الحوسبة، والاقتصاد، واللغويات وغيرها. إذن، فدراسة تقديم الذات في الشبكات الاجتماعية تندرج تحت علم الاجتماع الرقمي، التحدي الذي يلعبه هذا الأثير المسمى بالإنترنت على تشكيل القيم والهوية ينتمي لعلم الاجتماع الرقمي، الخصوصية التي تخترقها هذه الشبكات وكيف يتكيف المجتمع معها أو يرفضها كل ذلك وأكثر يتناوله علم الاجتماع الرقمي.

ما الذي تحت الشمس؟ 

أولا: البحث العلمي: 

في حياتي الأكاديمية، لم أر تصالحا وتسامحا في “تسريع” خطوات النشر العلمي دون المرور بمسيرة التحكيم العلمي التي تستغرق مدة لا يقل عن الشهر وقد تصل لستة أشهر، كما رأيت خلال جائحة كورونا-19، لكن هذا ليس موضوعنا، إن ما نعرفه حتى الآن إعلاميا عن clubhouse هو أضعاف مضاعفة عن ما تم نشره علميا. خلال بحثي لكتابة هذه المقالة، وقعت على دراستين فقط قامتا بجمع عدد من المقابلات مع مستخدمي التطبيق في أمريكا وكندا، الأولى نشرت في يوليو (2020)، والثانية في الشهر الماضي (يناير 2021)، أسفرت النتائج بشكل عام عن الأثر الإيجابي الذي لعبه clubhouse على الصحة النفسية خلال أزمة جائحة كورونا (كوفيد-19) من حس المشاركة والتواصل والتغلب على العزلة الاجتماعية المفروضة بسبب الجائحة.

ثانيا: الملاحظة ملكة التحليل: 

لم يمض على انضمامي للمنتدى الصوتي clubhouse سوى عدة أيام، لكن حتى الآن أستطيع تكوين تصور مبدئيا عن النمطية في استخداماته كأي تطبيق آخر: 

تقديم الذات: من اختيار للاسم، والصورة، والنبذة، والتي قد يختار البعض توحيدهم مع الشبكات الأخرى بينما يختار غيرهم عكس ذلك (حتى الآن لم أر أسماء كحاطب ليل ووردة نجد فالحمدلله). فكيف يقدم المستخدمون السعوديون أنفسهم على هذه المنصة؟

المواضيع “الشائكة”: هناك مواضيع لن تستغرب وجودها في مكان يجمع المستخدمين السعوديين (أقول ذلك بطريق محايدة ١٠٠٪) المرأة والرجل، العادات والتقاليد، وهل كشف الوجه جائز أم لا 🙂 ، فكيف يناقش المستخدمون السعوديون موضوع س وص وهل يختلف ذلك من منصة لأخرى بين وبين سنة لأخرى؟ (في حال وجد هناك مصدر لذات النقاش في أعوام مضت). 

انهيار السياق: وهي ظاهرة معروفة على منصات التواصل الاجتماعي، فمثلا: لا أريد مشاركة اسمي وصورتي على تويتر هنا، يا الله هؤلاء زملائي في العمل ما الذي أتى بهم هنا؟ يا للمصيبة إنها قريبتي في نفس الغرفة التي أتحدث فيها ألا يمكننا الهرب؟ هل يضع المستخدمون السعوديون الحدود بين حسابهم على clubhouse وغيره من الحسابات على المنصات الأخرى أم لا؟ وإن كان فكيف ذلك؟

ما الجديد؟ 

مبدأ الندرة: أتذكر بالزمانات أن التسجيل بإحدى المنتديات المرموقة – والتي أصبح بعض مدونوها روائيون سعوديون معروفون، بل أن بدايات كتاباتهم الأدبية خطت أولى خطواتها من هناك – كان يستوجب الموافقة والانتظار حتى يتم انضمامك “للنخبة”. يعيد clubhouse هذا المبدأ، فحتى تتمكن من الانضمام لابد أن تتم دعوتك بواسطة مستخدم تمت دعوته من قبل مستخدم آخر. ومبدأ الندرة وهو من وسائل الإقناع التسويقية يجعل التسجيل في clubhouse أكثر جذبا. في وسم #مين_كفيلك_على_كلوب_هاوس ، يتحول الضيف إلى مكفول والمستضيف إلى كفيل، وهو من التشبيهات المثيرة للاهتمام داخل إطار الثقافة السعودية وقوانين العمالة (علم الاجتماع الرقمي مرة أخرى). 

الانفجار النصي تحول لنسخة صوتية: يصل عدد التغريدات على تويتر في الدقيقة لعدد مهول (لا أعلمه) متأكدة أنه يتعدى الملايين لما بعدها. يأتي clubhouse ليتحدث الملايين في وقت واحد في غرف مختلفة حول العالم في ذات الوقت. فما الذي يستحق التناول بحثيا بين كل هذا التدفق؟

المنصة الإعلامية، الراديو الجديد: يقال بأن وسائل التواصل الاجتماعي (خاصة تويتر) حولت كل مستخدم إلى إعلامي، امتلك فيها منصته الخاصة. لكنني أرى بأن التحدي الإعلامي الذي فجره clubhouse قد فاق كل من كان قبله، لماذا؟ لأن clubhouse لا يستلزم رابطا لجلسه مثل zoom، ولا مقابلة “انستجرامية” تحاكي التلفاز، بل إنه يعيد تشكيل المحتوى الإذاعي للراديو بطريقة في منتهى السلاسة والخفة: يمكنك أن تصبح مذيعا وأن تدير برنامجك الخاصة بضغطة زر.ليس ذلك فحسب، بل إن “المواهب” التي سيتم استقطابها عن طريق clubhouse ستحدث نقلة نوعية – أو هكذا أظن – في إضافة أسماء جديدة على الساحة الإعلامية عموما والإذاعية خاصة.

الأهم من ذلك كله، من وجهة نظر المستخدم، فإن clubhouse قد استبدل MBCFM القناة الإذاعية المرافقة خلال “المشاوير” بالسيارة، وما يميزه أكثر من ذلك وجود الاختيار حسب الموضوع، بالانضمام لغرفة والخروج من أخرى. إن ما يطرحه ذلك من فرص بحثية لطرق إدارة الحوار وعلاقته بتصميم التطبيق وطبيعة المواضيع التي يتم طرحها وكيف يتم تناولها وكيف تتعامل المؤسسات الإعلامية مع هذا التطبيق، ومقارنته ذلك بإطار مجتمعي آخر – غير السعودية (مدى التشابه والاختلاف بين هذا وذاك؟) هو مجال واسع جدا جدا جدا

عن “مختمي العلم” أتحدث: 

ما كتبته هنا لا يعد شيئا من الفرص البحثية لتطبيق clubhouse، سواء في علم الاجتماع الرقمي، أم الصحة النفسية، أم اللغويات الاجتماعية، واللغويات بشكل عام، لذلك عزيزي الباحث الذي يعمل على استبيان في هذه اللحظة ظانا منه أنه بهذا قد قام “بتختيم العلم” وسبق غيره إلى نهاية النفق، لا تفرح كثيرا. نشكر لك مجهودك ونثمنه لك، لأن عملك هذا هو لبنة في طريق فهمنا لتبني المستخدمين السعوديين لـ clubhouse وما هي الفرص والتحديات التي سيقدمها هذا المنتدى الصوتي لينضم إلى إخوته وأخواته؟

أخيرا، أتحفظ جدا على حتمية “اندثار” clubhouse أو كونه بديلا عن تويتر وغيرها من النبوءات، فطيرنا ما زال مغردا، وكتاب الوش مازال صامدا حيا يرزق، لكن من يعلم، ربما تنتصر شراهة امبراطورية الفيسبوك ويترك clubhouse الساحة كما استسلم وتركها Path قبله! ما أود قوله أننا ما زلنا في بداية الطريق، وأن هذا التطبيق وغيره يحمل بيئة ثرية للبحث العلمي تتجاوز الاستبانة كأداة للمسح والوصف، فهناك المقابلة والملاحظة بالمشاركة وبدونها، فهلموا هلموا أيها الباحثون فالطريق مازال وليدا.  

مصادر مفيدة:

#تحدي_الكتابة, #تحدي_التدوين, وجدانيات, زيارات, سياحة, شخصي

تدوينات شوال (١) حينما قرأت العصفورية في حديقة فرويد

صباحُ الخير (جدا) .. كيف حالكم يا رفاق .. تذكرونني؟ مَن بدأت التدوين برثاء والدها مرورا بكيبوردها ووصولا إلى جذور “المعركة” مع الشللية في طفولتها .. ثم سكتت دهرا وأرجو أن لا تنطق كفرا!

صحيح .. ألا تذكركم صباح الخير جدا بالمثل الذي “أبثرونا” به في تويتر لِمَن قال:

كأيِّ شرقي لا أستطيعُ قول: ” أحبّك ” وكلما قرّرت كسر القواعد لأقولها خرجَت: ” كيف حالك؟ ” فأعذرني …. لأنّني ” كيف حالُك جدًا. ”

*على فكرة في رواية تم تحويرها لشرقية (فمنست وهيك)*

ما علينا من هذا كله يا رفاق .. أعود لكم اليوم مع الحنين والذكريات .. آه منها آه ..

الحنين إلى لندن .. سنة اللغة .. التنقل بين المتاحف .. والقراءة الكثير والكثير منها .. “كانت خوش أيام”

كنت قد وضعت عنوان هذه التدوينة على قائمتي (to blog) منذ ٦ سنوات “أي والله” ست سنوات (٢٠١٤)

شاء الله أن لا أنشرها سوى اليوم (الحقيقة أنني بدأت كتابتها في التاسع من مايو الموافق ١٦ رمضان : السبت ٨:٣٠ صباحا بتوقيت السعودية ^ـ^)

المهم

كنت قد زرت متحف فرويد: البيت الذي عاش فيه المحلل النفسي الشهير فرويد في مدينة لندن البريطانية، لمدة عام واحد ثم توفى، وذلك بعد فراره من فينا جراء ما فعله هتلر والنازية باليهود آنذاك (قصة طويلة جوجلوها)

Screenshot 2020-05-09 at 08.27.12
صور لمدخل منزل فرويد في مدينة لندن البريطانية

كانت الصدفة آنذاك ،، أن #الكتاب_المرافق لي كان رواية العصفورية لغازي القصيبي ، خرجتُ من الباحة الخلفية للمنزل بعد مروري على المتجر (طبعا) وشرائي لعدة هدايا تذكارية .. منها كتاب Freud The Key Ideas  والذي لم أقرأه حتى اليوم بالمناسبة ^ـ^.

fruedthekeyideasbook
Screenshot 2020-05-09 at 08.27.51
صور من الإطلالة على الحديقة الخلفية لمنزل فرويد

نعود للحديقة والعصفورية وغازي وفرويد، جلست في الحديقة وفتحت #الكتاب_المرافق (تقريبا الصفحة ١٠٣) وإذا بي أقرأ عن فرويد في حديقة فرويد .. شعرت حينها لا بغرابة الموقف بل بغرابة الزمن وتقاطعه، رواية نُشِرَت في ١٩٩٦ تُقرأ في ٢٠١٤ في منزل من توفي ١٩٣٩! تقاطع عجيب .. بين الزمان والمكان والتوقيت .. حينها قررت أن أكتب تدوينة بعنوان: حينما قرأت العصفورية في حديقة فرويد!

الطريف .. أنني اليوم شربت قهوتي في كوب فرويد الذي اشتريته آنذاك من نفس المتجر

Freudian Sips – The Unemployed Philosophers Guild

إلى هنا انتهت تدوينتي التي لا أدري إن كنتم قد استفدتم منها شيئا .. أما أنا فقد أزحت عن كاهل my to-do list
مهمة أخرى!

حتى أراكم (مجازا) في تدوينة أخرى كونوا بخير

Screenshot 2020-05-09 at 08.28.17
صور من حديقة منزل فرويد الخلفية
مقطع يقدم جولة في منزل/متحف فرويد في مدينة لندن البريطانية
#تحدي_الكتابة, #تحدي_التدوين, وجدانيات, شخصي

تدوينات رمضان (٣): ليه ماتصير(ي) من شلتنا؟

صباح الخير

أنا لا أعلم حقيقة ما الذي جرني للتدوين اليومي في رمضان، بدأته ببوح ثم لمشاركة فائدة والآن لا أريد أن أتوقف! عسى أن لا تنضب أفكاري .. آمين 

لم يكن في بالي شيء لأكتب عنه، فقررت الاستعانة بالمسودات الـ١٧ في مدونتي، فوجدت هذه بتاريخ يناير ٢٠١٧! تنتظرني ولا تعرف أجلها.

Screenshot 2020-04-27 at 03.49.13

قالتها لي زميلة في المرحلة الثانوية، الحقيقة أنها كانت صديقة ثم أصبحت زميلة وبمجرد التخرج من الثانوية العامة أصبحت لا شيء مطلقا. لا أعلم عنها شيئا منذ سنوات، لكنني ما زلت أذكر حتى اليوم وقفتها أمامي، خلفها صالة الرياضة في مدرستنا، تجلس على طرف النافذة الزجاجية “شلتها” المكونة من ٥ أو ٦ بنات، فعرضت علي أختنا في الله أن أصبح من شلتهم. 

أكذبكم القول إن كنت أذكر ردة فعلي حينها، لكنني رفضت، ليس بشدة، لكنني رفضت. على كل حال، كل ذلك لا يهم .. المهم الآن ما الذي عنته جملة: “تصيري من شلتنا” آنذاك؟ 

حسب ما تخونني به الذاكرة، هو أن لا أجلس إلا معهم، وأن أتطبع بطبائعهم، وأوافقهم في كل شيء، وأن أكتم أسرارهم وربما أن لا أعارضهم! 

لا تضيعي وقتنا ما الذي تودين قوله .. الصبر طيب .. “تجيكم السالفة” كما تقول صديقتي الحبيبة لولوه 

تخرجت من الثانوية، وكانت لي “شلة” لكنها كانت – يبدو لي ذلك من بُعد – شلة “اللي مالهم في شي” 

دخلت الجامعة، وإذ بي أتلقى دعوة أخرى للانضمام إلى “شلة” لكنها كانت مدمجة مع استهجان: “ليش تجلسي مع غيرنا” “انتي تجلسي مع ناس كثير من “أنواع” مختلفة” لا أدري لم شعرت بأن تلك مسبة، مع أنني كنت أراني أنا هكذا .. لم لا أجلس مع “ناس من أنواع مختلفة”؟ ما العيب في ذلك؟ ما المشكلة عباد الله؟

تخرجت من الجامعة وهنا لابد أن أتوقف و”أقفز” لمرحلة البعثة، التي وجدت فيها كذلك “الشلة” في الأندية، في التطوع .. هناك دائما شلة .. وأنا دوما لست – بحمدالله – من الشلة. 

دخلت تويتر فوجدت الشلة .. أبحث في منصات الكتابة والتدوين .. فأجد الشلة .. الشلة is every where يا رفاق!

ربما ما “يشفع” للشلة هي أن يقوّي بعضنا بعضا، وليس في ذلك مشكلة قط، تكمن المشكلة في أن تُشعرك الشلة بأن عدم انتمائك لشلة يضعك في خانة: إن لم تكن معي فأنت ضدي. 

تكمن المشكلة في الانغلاق، والأفكار المسبقة، و- أحيانا – الأذية غير المبررة سوى أنك: لست من الشلة! 

تكمن المشكلة في الحرمان من الفرص لتقديم ما تود تقديمه لأنك لست من الشلة،

والأنكى من كل ذلك .. أنك تضطر لصنع شلتك الخاصة! لأن الدنيا “ماشية كدا”. 

أخيرا .. لا توجد فائدة من هذه التدوينة سوى الطبطبة: لا بأس أن لا تكون من شلة .. ستجد شلتك يوما ما، لكن وقتها احرص أن لا تكرر أخطاء الشلل من حولك .. كن يدا معطاءة، ورحّب بغيرك (صوت درويش يرن في أذني). 

#تجارب_غيداء, #تحدي_الكتابة, مهارات - خبرات شخصية, شخصي

تدوينات رمضان (٢): تعرّفوا على “كيبوردي” وآلة “كاتبتي” في ذات الوقت

*تنبيه: هذه التدوينة ليست إعلانا*

صباحُ الخير

أشارككم اليوم إحدى مقتنياتي: لوحة مفاتيح على شكل آلة كاتبة. لكن قبلها سأحكي لكم قصة 😃

كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان

دعابة دعابة

القصة هي كالتالي: بحثتُ كثيرًا خلال مرحلة الابتعاث عن لوحة مفاتيح تمنحني إحساسا “عريقًا” بالكتابة، لكنني استسلمت وقررت شراء لوحة مفاتيح متنقلة تعمل بالبلوتوث، وقمت بشراء ملصقات للحروف العربية وعلامات الترقيم ووضعها عليه. رافقتني تلك اللوحة لمدة سنتين تقريبا طوال مدة كتابة الرسالة وتسليمها وغير ذلك من المهام الكتابية.

camphoto_1804928587

على كل حال، حينما عدت للسعودية، عادت لي رغبتي في اقتناء لوحة مفاتيح على شكل آلة كاتبة، وبالصدفة وجدت ضالتي على موقع دكان أفكار

لكن ورغم سعادتي بما اقتنيت ظلت فرحتي ناقصة لأن لوحة المفاتيح إنجليزية فقط! بحثت عن أفضل المتاجر التي تطبع بالليزر على لوحات المفاتيح ووجدت أن أكثرها شهرة وادي السيلكون بجدة 

أخيرا: حصلت على لوحة مفاتيح حديثة بلمسة “عريقة” (تجدون صورتها على غلاف التدوينة) والآن أترككم مع هذا المقطع لتسمعوا وتبصروا إحساس الكتابة على جميلي (ياء الملكية). 

 

مصادر:

الكيبورد المتنقل الذي كتبت عنه

كتبت عنه تغريدة قبل عامين

وهذا رابط شرائه من أمازون

وهذه هي الملصقات العربية

#تحدي_الكتابة, وجدانيات, شخصي

تدوينات رمضان (١):رمضان الأول دون أبي

رمضان كريم وكل عام وأنتم إلى الله أقرب

لم أخطط لكتابة هذه التدوينة .. لكن ولأنّ الكتابة رئة ثالثة، ولأنّ هذه المساحة لي .. ولأنّ البوح يتحول أحيانا إلى عبء على الآخرين، هنا تأتي الكتابة .. لتقول: دعني وما أريد قوله إن شئت قرأت وإن لم تشأ فما من باب موصد أمامك. المهم أن أتنفس .. وليذهب الآخرون إلى …… .

بداية عنيفة صحيحة؟ هكذا هو الفقد .. الموت حينما يسلب منك أحبابك، قاس ومفاجئ وفج .. يضعك أمام الواقع غير عابئ بك، هو هذا أمامك جثة هامدة، رحل ولا تملك شيئا لاسترجاعه، ابك اصرخ أنكر .. أنت عاجز أمام هذه الحقيقة أنت بشر وهذه هي سنة الحياة.

تغدو سنة الحياة كليشة، يربت بها عليك من يظن أنه يهون عليك، وآخر لا يعبأ بك يريد إنهاء الحديث، وثالث قد يكون أنت .. نعم أنت .. تربت على نفسك: سنة الحياة .. كلنا لها .. “كلنا رايحين”.

تظن حينها أنك تصالحت مع فكرة الموت، مع الفقد. لا .. لا يا عزيزي .. أمامك الكثير لتمر به، حتى تعصف بك ذات المشاعر الأولى، أورحلوا؟ هذه أماكنهم فأين همُ؟

يأتي رمضان ١٤٤١، ليعيد لي كلّ الألم، ليجعلني أعيد استيعاب الموت، نعم .. استيعابه. مضت ١١ شهرا وأنا ما زلت أحاول استيعاب رحيل أبي، أنه ليس هنا، لن يعود .. أنه اختفى من الزمان والمكان ..

هذا مكانك، كرسيك على سفرة الإفطار والعشاء، هذا مقعدك أمام شاشة التلفاز، هذا موعدك ذاهب لصلاة التراويح، هذه عودتك منها، هذه السلالم نازل إلى السحور، هذا الباب خارج لصلاة الفجر .. فأين أنت؟

يقولون بأنّ الرجل لا يشعر بالانكسار إلا حين يفقد أبيه، وهذا تمييز ضد النساء، نعم .. فحتى الابنة ينكسر ظهرها برحيل أبيها، سندها، لم ينكسر قلبي فقط .. انكسرت بداخلي أشياء كثيرة .. ربما لم أعيها حتى الآن ..

كتبت مرة عن الفقد، كنت أعني فقد الأحياء .. غيابهم والشوق لهم أو خروجهم من حياتنا. تأملت تغريداتي تلك وضحكت سخرية مني آنذاك. حينها كتبت أن الفقد يعلمك التقبل والتجاوز .. دعوني أقول لكم ما الذي علمني إياه الفقد الحقيقي:

  • علمني تفاهة التشبث بالأشخاص وسهولة تجاوزهم

علمني فضيلة المشاركة الوجدانية، أن تقول لمن يمر بحزنك: أنا أشعر بك وأعلم تماما ما تمر به

علمني أن اتصالح مع ما حباني الله به من نِعَم وأن أستشعر الزحام فيها ..

ودعوني أقول لكم ما الذي سلبه مني فقد أبي:

المتكا .. فقدت متكئي حين تتزاحم أمامي منغصات الحياة. كان أبي منبع الحكمة .. مهونا علي .. ناصحا لي .. مرشدا ونورا في طريقي، أحتاجه فلا أجد سوى وجهه وكلماته ترافقني كل يوم .. “ريحي بالك يا بنتي” .. “الدنيا ما تسوى يا بنتي والله ما تسوى” ..

 اللهم إن أبي كان يحب رمضان .. فاللهم اجعل رمضانه في جناتك جنات النعيم .. واجعله في راحة وسعة ونعيم مقيم لا يحول ولا يزول أبدا واجمعني به في الجنة حيث لا أذى ولا أذية.

١/رمضان/١٤٤١

٣:٤٦ صباحا

جدة

IMG_0719

#تجارب_غيداء, مهارات - خبرات شخصية

تحديث: تجربتي مع Fastlo

تحديث يوليو ٢٠٢٠

كنت قد كتبت تدوينة في يناير 2020 عن تجربتي مع شركة فاستلو في الشحن (متضمنة في هذه التدوينة)، والتي تمثلت في استلامهم لبريد – من بيتي – أريد إرساله وتبقى مهمتهم في إيصاله إلى وجهته.

هذه المرة، احتجت مرسول فاستلو أن يستلم لي بريدا من صديقة ويقوم بإيصاله لي. كانت المهمة من أسهل ما يمكن:

  • باستخدام التطبيق أقوم بتحديد اسم ورقم ومدينة وعنوان المستلم (صديقتي)، بالإضافة للعنوان الذي أريد إيصال البريد له (أنا)
  • أقوم بدفع المبلغ عن طريق التطبيق أو اختيار الدفع عند الاستلام (نقدا)
  • يقوم فاستلو بالاتصال بها وتنسيق وقت الاستلام
  • أقوم بانتظار الشحنة!

فاستلو

الحقيقة أن تجربة فاستلو سهلت الكثير من الإزعاج الذي يسببه اضطراري للذهاب بنفسي أو إرسال السائق لإرسال أو استلام شحنة، فشكرا لهم

تدوينة يناير ٢٠٢٠

زكاة العلم لا تقتصر على مشاركة المعرفة الأكاديمية فقط، لذلك قررت أن أبدا بسلسلة أشارك فيها تجاربا لخدمات مختلفة أولها شركة التوصيل Fastlo والتي تشتق اسمها من الكلمة الإنجليزية Fast بمعنى سريع.

فاستلو شركة توصيل لأكثر من ٥٠ مدينة في في السعودية، تعرفت عليها من خلال طلبية قام بتوصيلها أطياب المرشود وبصراحة راقت لي طريقة تواصلهم عبر الواتساب بدلا من شركات التوصيل الأخرى التي يتصل فيها المندوب ليسأل عن العنوان ثم يطلب منك إرسال رسالة واتساب أخرى لتحديد عنوانك وإذا لم تقم بالرد على اتصاله تبدأ أنت وهو بالتحول لتوم آند جيري

على كل حال، بحثت عن حسابهم في تويتر وقمت بتحميل تطبيقهم. في يوم ١٠ يناير قمت بطلب استلام شحنة من منزلي وحددت اليوم ١١ يناير وأن يكون الوقت بين ٣-٦ مساء،

اتصل بي المندوب في اليوم المحدد ٧:٣٠ مساء، بلغته بأنه تأخر ساعة ونصف، لكن الغرض المراد توصيله موجود في المنزل ويمكنه استلامه من أهلي (كنت خارج المنزل وقتها). أرسلت له موقع المنزل، وصل واستلمه ودفعت مبلغ الشحن نقدا: ٥٠ ريالا (هناك خيار للدفع بعد التسليم في الصورة) لكنني لم أستفسر عنه وقتها

بعدها بعدة ساعات وصلتني رسالة نصية على الجوال وإشعار على التطبيق باستلام مبلغ الشحن، وخلال اليومين الماضيين قمت بتتبع سير الشحنة عبر التطبيق كالتالي

واليوم وصلتني رسالة من المستلم بوصول الشحنة 😃.

النهاية:

  • هل أنصح باستخدام فاستلو؟ نعم
  • هل أثر تأخر وصول المندوب على تجربتك؟ نوعا ما، لكن مقابل راحتي من الذهاب بنفسي أو إرسال السائق لشركة البريد فإن التأخير لم يكن له ذلك التأثير السلبي على تجربتي.

وإلى لقاء قريب مع تجربة جديدة 😉

#تحدي_الكتابة, #تحدي_التدوين, مهارات - خبرات شخصية

عن تجربة النّشر الأولى

تقبع هذه المسودة ضمن قائمة تدويناتي التي سأكتبها يوما ما منذ ٣ سنوات و ٥ أيام (٢٩/٣/٢٠١٦)، أجبرني على بعثها من المسودات على صفحتي في ووردبرس #تحدي_التدوين الذي التزمت به منذ يومين، ولحد الآن لم أكتب شيئا!  
Screenshot 2019-04-03 at 14.21.43
لا أظن أن هذه هي النسخة الأخيرة من التدوينة .. لكنني – وكما هو عهد التحدي – سأنشرها على أي حال، بعيوبها ونقصها .. المهم أن أكون قد كتبت شيئا ونشرته، فأن تكتب شيئا خير من أن لا تكتب على الإطلاق، أليس كذلك؟ 
إذن، ماذا عن تجربة النشر الأولى؟ كتابي الأول (نعم تصوروا لدي كتاب!)، دعوني أبدأ بسبب النشر، كان الدافع هو مشاركة المعرفة وتدويرها للمهتمين بالإضافة أنني كنت أنتظر أن ينشر العمل في شكل ورقة تأخر نشرها كثيرا، فآثرت أن أفعل ذلك بنفسي. الكتاب هو رسالة الماجستير الخاصة بي، لذلك لم أضطر لكتابة شيء من العدم، لكنني أدخلت على النص العديد من التحسينات وبعض الحذف. 
كيف ننشر للمرة الأولى؟ 
كنت أتمنى أن أجيب على هذا السؤال بأنني عرضت العمل على دار النشر ففرحت بالنص وقبلت به وقامت بطباعته على نفقتها، لكن هذا لم يحدث. تواصلت مع الدار العربية للعلوم ناشرون، وهم للأمانة تجاوبوا معي منذ البداية، لكن لأكون أمينة حقا فأنا من قمت بدفع مبلغ الطباعة (الحق الحق أبي أطال الله في عمره هو من تكفل بالدفع). كان ذلك بين عامي ٢٠١٥/٢٠١٦، وأتفهم جدا خسائر وتكاليف دور النشر وكل التفاصيل الأخرى التي تبرر اضطرار المؤلف لنشر نصه “على حسابه”. من المبهج، أن حركة النشر قد ازدهرت بين عامي ٢٠١٨/٢٠١٩ أكثر من ذي قبل، وأن فرص النشر والطباعة (على حساب الناشر) قد زادت – أو هكذا أظن! (وربما تكون من نصيبي في المرة القادمة من يدري؟). 
على كل حال، جرى الأمر كالتالي: سألتُ الأصدقاء عن تجاربهم مع النشر، تواصلت مع الدار، طلبوا إرسال النسخة في صيغة pdf، قبلوا به وأعلموني أن تسويق الكتاب سيكون محدودا لأنه “سعودي”، أي أن محتواه يهم القارئ السعودي أكثر من غيره. ثم تفاهمنا على مبلغ الطباعة وعدد النسخ، كل ذلك عن طريق البريد الإلكتروني، وتم النشر في مارس ٢٠١٦ (مرت ٣ سنوات وشهر!). الطريف أن كل حماسي لنشره تحول لعدم رضى عنه وعدم رغبة في قراءته على الإطلاق بل وأتمنى أن تكون النسخ قد فرغت من السوق 😕 (حقيقة). 
UNADJUSTEDNONRAW_thumb_239e
إذن كانت تجربة ميسرة، الأمر الوحيد الذي لم أفعله ولم أندم عليه (حتى الآن!) أنني لم أسوق له. لا أدري، لا أؤمن بالتسويق (رأيي الشخصي)، أخجل من أن أقول للآخرين: هاؤوم اقرؤوا كتابيه! لكنني أتمنى أن أقرأ مراجعات عنه، وأن يخبرني من قرأه عن رأيه (سمعت رأيا شفهيا منقولا عن قارئ لا أعرف اسمه، لكن الأخير لم يكرمني بنشره مكتوبا 😞 ). 
في الختام، ها أنا قد كتبت التدوينة ١ في تحدي ٣٠يوم تدوين. حتى الآن ضيعت يومين من التحدي، لكن: أن تنشر شيئا خير من أن لا تنشر على الإطلاق! 
غيداء، ٣/إبريل/٢٠١٩ ، ١٢:٥٧ مساء بتوقيت غرينيتش، على برنامج Evernote في أحد الكافيهات 😉 
ـــــــــــــــــــ
لغويات - لسانيات, استضافة أقلام

جذور اللهجات واشتقاق المفردات (٥): لهجة القصيم.. في سبعة أيام.. بدون معلّم..!

عبدالعزيز المحمد الذكير – كاتب صحفي ومترجم معتمد

مستعذبو لهجة القصيم، أو من أرادوا تمييز القصيمي عن غيره عليهم ملاحظة القواعد الآتية، مع حفظ «الترنيم» و«التنغيم»..!

٭ الأول: حذف الألف بعد «ها» التي هي ضمير المؤنثة المفردة الغائبة ثم الوقوف على الهاء بالسكون في جميع الأحوال. فيقولون في (كتابها وثوبها أو مالها وولدها أو أبوها): كتابَه. ثوبَه، ولدَه، إبْوهْ بإسكان الهاء فيها جميعاً.

٭ الثاني: ضم ما قبل ضمير المفرد والغائب، فيقولون في كتابه وماله وعلمه مثلاً: كتابُه، مالُه، علمٌه بضم الباء واللام والميم الواقعات قبل الهاء.

٭ الثالث: حذف ياء المتكلم والوقوف على نون الوقاية التي قبلها بالسكون فيقولون في مني: مِنْ، وعني: عَنْ بإسكان النون فيهما مع التشديد كما يقولون في ضربني وأخذني: ضربَن. وأخذَن.

بهذه الطريقة الدقيقة أوضح الأستاذ محمد العبودي الوسيلة التي يتمكن بها السامع تمييز القصيمي عن غيره من سكان الجزيرة والخليج. عدا منطقة حائل حيث تشاركهم في الأول والثاني. «المعجم الجغرافي للعبودي». ولا جدال في صحة ما ذهب إليه المؤلف في معجمه الذي صدر في العام 1399 هـ .

لكن المتتبع لأحوال اللهجات في البلاد السعودية سيجد ان جيل العصر الحديث قد تبنى ضرباً من العلامات النطقية وحركات النبرات الصوتية واللفظية تجعله يجتمع مع غيره من سكان المنطقة. وشخصيا أسميها «مصطلحات ال .. إف إم. F.M. وتأتيني رسائل اليكترونية ظريفة.. بعضها يستعذب اللهجة، والبعض الآخر لا يستعذبها. وما دام الأمر هكذا فأقول: لولا اختلاف الاذواق.. لبارت السلع!

لغويات - لسانيات, استضافة أقلام

جذور اللهجات واشتقاق المفردات (٤): ‎البرميل مفردة الأخبار في عصرنا

عبدالعزيز الذكير كاتب صحفي ومترجم معتمد

الكلمة مُعاصرة أي تكاثر استعمالها في القرنين الماضيين، ولم أعثر على أثر لها في لغة العرب وشعرهم القديم. وعرفته المعاجم بأنه وعاء من خشب أو معدن، لكن تعريفات الطاقة قالت في تعريفه بأنه وحدة قياس للنِّفط تساوي حوالي 159 لترًا أو تعادل 42 جالونًا.

وأذكر أن هذا المستوعب كان يستعمل لجلب وقود السيارة، البنزين من عبدان إلى جزيرة العرب قبل اكتشاف النفط عندنا بكميات تجارية. وأكبر حجم منه كان المحليون من العامة يسمونه (برميل أبو 12). وكانت السيارات قليلة، وتوجد البراميل في المدن تخدم طالب البنزين، بأن يركبوا عليه مضخة يدوية تدفعه إلى خزان السيارة. وبعض أصحاب محلات البيع “يشفطه” بقوة الفم بواسطة ماسورة (لَيْ)، لكن في الحالة الأخيرة يجب أن يكون البرميل في محل يرتفع عن مستوى خزان السيارة.

واستعمل الأهلون هذا المستوعب القوي لحفظ الحبوب أو التمر، فقيمته ليست بالبترول فقط فهو ذو استعمالات متعددة. ولأسباب لا أعرف تفاصيلها بدقة كان الكيروسين (القاز) يأتي إلى عنيزة بمستوعبات أقل تحملا وهي التّنكْ، وتأخذه السيارات إلى شمال المملكة وتأتي بالتنك مملوءة بالسمن البري الأصلي الذي يحتاجه الناس. والكيروسين معروف طاقة إضاءة لخدمة الفوانيس. قال محمد ابن لعبون – ت1247هــ:

كنّها القنديل بالزيت مْخَدوم

سبته داياتها وقت الظلام.

وبما أن علم الاشتقاق (الإيتيمولوجيا) يستهويني كثيرا، وهو بسط أو تعليل أصل اللفظة، سواء كانت ذات منشأ عربي أو أجنبي، فآتي الآن إلى ذات المفردة التي اتخذتها عنوانا لهذه الزاوية، وهي كلمة (برميل) وسيجد القارىء تقاربا كبيرا بين نطقها الإنجليزي والعربي. وظل الشرح الإنجليزي ردحا من الزمن يُعرّف الكلمة على أنها: وعاء من الخشب يُتخذ للخمر أو الخل أو نحوهما.

وأعود إلى الكلمة (برميل) في العامية فأزعم أننا وصفناه بشيء من الامتهان أو التحقير إذا قلنا “برميل الزبالة” ولا أرى أنه “يستاهل” تلك الصفة، التي لا تُرضى عنها (أوبيك).

لغويات - لسانيات, استضافة أقلام

جذور اللهجات واشتقاق المفردات (٣): رأي الغربيين في العربية

عبدالعزيز الذكير – كاتب صحفي ومترجم معتمد

لم أقرأ نصّا في العربية أو الأنجليزية يجحد فضل اللغة العربية ، أو يقلل من أهميتها حضارة وتراثا وأدبا . 

قال أحمد شوقي : – إِنَّ الَّذي مَلَأَ اللُغاتِ مَحاسِناً جَعَلَ الجَمالَ وَسَرَّهُ في الضادِ.

الفرنسي إرنست رينان: ( اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة).

فاتباع مثلا أن تتبع الكلمة بكلمة على وزنها لفظا ، وتقويته معنى . أما المزاوجة في تعديل يلحق إحدى الكلمتين لتتناسب مع أختها في الحركة والوزن ، ومنه الاتباع في الكلام مثل : حسِن بَش ،  وقبيح شقيح . 

فالألماني فريتاج قال : اللغة العربية أغنى لغات العالم. وليم ورك:  قال إن للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر

يقال عن عامية أهل نجد (اللهجة العامية): إن الاتباع والمزاوجة فيها أقل من غيرها من اللهجات. والاتباع والمزاوجة, موضوع طريف اعتنى به مؤلفون قدامى. كذلك نوّه بهما المستشرقون أمثال بروكلمان وغيره. واجتذب الموضوع أنظار اللغوي كوركيس عواد ضمن فصل وافٍ عن الاتباع في كتابه “أشتات لغوية” وركّز على اللهجة العراقية – ربما لتفوقها في الاتباع عن غيرها من اللهجات العامية العربية. فأورد كلمات مثل: أصل وفصل. بطّال عطّال. حيص بيص. خوش بوش. شقلبان مقلبان (المراوغ ). قارش وارش. قنزه ونزه. ولد تلد. وأشياء كثيرة لا يفهمها من لم يعش في العراق.