هذه تدوينة مشتركة، وهي مراجعة لفيلم Maudi 2016 ، الذي شاهدناه معا - عن بُعد - يوم الجمعة ١٨ نوڤمبر ٢٠١٧ من ٩ مساء وحتى ١٢ صباحًا بتوقيت جرينيتش
من نوعية الأفلام التي تلمس القلب ! 😦
مقتبس من قصة حقيقية (راح يُعرض تصوير للأشخاص الحقيقيّين آخر الفيلم ☹)
عن قصة سيدة تعاني من إلتهاب المفاصل وتشوهات خلقية طفيفة؛ ضاقت ذرعًا من كونها عبء على من يرعاها من أهلها؛ خاصة وأنهم يعتقدون أنها لا تستطيع الاعتماد على نفسها..
فتقرر البحث عن عمل والاستقلال عنهم؛ وتجد نفسها أمام فرصة عمل كمدبرة منزل لشخص وحيد وانطوائي..
الممثلة سالي هوكينز أتقنت الدور جدًّا, وهذا أهم ما ميّز العمل, لوهلة أت تشك حقًّا أنها تعاني من المرض 😦
السيناريو والحوارات على اختصارها وقلّتها إلا أنها لم تجعل من مشاهدة الفيلم شيئًا ممّلاً
عن الإلهام عندما يأتي من الألم
عن الحب الذي يأتي بعد العشرة
عن لمسات السعادة البسيطة والبسيطة جدًّا التي تمر على أيامنا وتصنع لنا ذكرياتنا الجميلة، ويفتقد الكثير منّا لتقدير قيمتها..
عن من يبادر لإخراج الآخرين من أحزانهم؛ وفقرهم؛ وحطامهم؛ إلى عالم أكثر رحابة مصدره ممارسة مانحب من أعمال وهوايات
عن القوة عندما يكون مصدرها الخذلان والخيبات وفقدان الأمان ..
تقييم IMDB 7.7
غيداء:
وصلتني قبل أسبوعين رسالة لطيفة عبر رسائل تويتر الخاصة من غادة تقترح فيها أن نشاهد فيلما يوم الجمعة، حيث أنه يوافق نهاية الأسبوع عندي وينتصف بين الخميس والسبت عندها، فكانت ليلة الجمعة مناسبة لكلتينا. بحثت عن الفيلم على أمازون ووجدته متوفرا على الموقع الأمريكي، صارحتها بأنه لا يمكنني مشاهدته إلا حوالي الساعة ٩ مساء بتوقيت غرينيتش وهي الساعة ١٢ بتوقيت مكة، وافقت وكان من كرمها الجم أن انتظرتني وشاهدناه معا. صحيح تفصلنا بحور وجبال، لكن التقنية – لله درها – جمعتنا. أعترف أنني لم أتمكن على أمازون، وحاولت مشاهدته بكل الطرق “القانونية” لكنني في النهاية استسلمت وشاهدته مقرصنا للأسف 🙆 (لأن أمازون الأمريكي لم يسمح لي بالدفع ببطاقة وعنوان غير أمريكيين، وiTunes لن يوفره قبل الـ١١ من ديسمبر!). على كل حال، بدأت بمشاهدته بلا توقعات مسبقة سوى تقييمه العالي وتوصية غادة، بدون أن يكون لدي أدنى خلفية عن الفيلم وقصته أو حتى طاقمه.
كان انطباعي الأول في بداية الفيلم أنه يتناول مشكلات اندماج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وما يواجهونه من صعوبات. إلا أن تسارع الأحداث، بالتحديد العلاقة بين Maud و Everett غيّرت نظرتي السطحية إلى نظرة أعمق عن إيمان المرء بمكانه على هذه الأرض وتمسكه بما يجيده ويحبه في الحياة. أبهرتني Maud، بإيجابيتها وإصرارها، بانحنائها للريح تارة وصمودها أمامها تارة أخرى، بمعرفتها بالخيارات المتاحة أمامها وبقناعتها بما منحتها الحياة إيّاه في النّهاية.
لا أود أن أسرد تفاصيل الفيلم هنا وأقوم بحرقه على من لم يشاهده، لكنني أود استرجاع بعض أكثر المشاهد التي تركت تأثيرها في نفسي. كان المشهد الأول هو الذي عنونا به التدوينة:
“فبعض النّاس لا يحبون أن تكون مختلفا عنهم”
والتي لا أراها رسالة تختص فقط بذوي الاحتياجات الخاصة، بل كذلك بالمختلف عن المجموعة المتشابهة في أي زمان ومكان.
الطريف أن هذه الجملة تذكرني بجملة أخرى في بودكاست فنجان، في مقابلة مع أسماء التميمي بعنوان “أنتم الغريبين صدقوني” حين قالت: “عادي كلمة ما تعني الحياة”، لم تذكرني هذه بتلك؟ لأنّ السياق الذي ذكرت فيه أسماء جملتها كان حماسها للخروج في المطر أو استغلال الأجواء الجميلة أثناء الدوام الرسمي، بينما فضلن زميلاتها البقاء بالداخل لأنه “عادي”. هذا الاختلاف بين تعاملك مع ماحولك وردة فعل الناس ونظرتهم إليك بالمختلف هو تحد ليس بالسهل. ربما لا يعكس مثال أسماء تلك الجدية، لكنها تلك الأشياء الصغيرة التي ترى نفسك خلالها مختلفا! والعبرة هي أن تتمسك باختلافك ولا تخجل منه كحق من أبسط حقوقك على نفسك. قبيل نهاية الفيلم نظرت Maud إلى النافذة وقالت:
“إنها مختلفة دائما ..الحياة كلها، الحياة برمتها مرسومة مسبقا .. هي تقع صوب عينيك .. هناك مباشرة(1)“.
هذا التأمل هو الذي منحها الإلهام لترسم، نظرت Maud ورسمت، ولم ير غيرها كل ذلك حولهم! لا أريد أن أطيل أكثر، سوى أنني بكيت كثيرا في نهاية الفيلم، رغم أنني لم أبك منذ مدة طويلة .. طويلة جدا! عرفت حينها بأن هذا العمل قد نال من قلبي قطعة. فشكرا لغادة علي الفرصة والانتظار والاقتراح والاختيار.
تقييمي 10.10
* شكرا للكريمة غادة لمشاركتها الصورتين
(1) ترجمة سريعة بتصرف
مراجعات أخرى للفيلم ونبذة عنه