هل مَرّت عليك عبارة:
الإنترنت لا يَنسى = The Internet doesn’t forget ؟
من المؤكّد أنّك قد قرأتها مرة ومن الأكثر تأكيدا أنك تعلم جيّدًا ما تعنيه هذه العبارة، صورك على تويتر، انستجرام وحاليا مقاطع الفيديو ذات الـ١٠ ثوان على سنابشات. كلها هناك في مكان ما في جهازك، تنطوي الأيام فتنساها ثم فجأة بينما أنت تبحث عن صورة بين آلاف الصور تجدها هناك كيد تربّت على كتفك قائلة: هل تذكر؟ ذكرى تزورك بعد عام، عامين أو حتى أكثر بعمر المرة الأولى التي التقطت فيها صورة بجهازك الذّكي لأول مرة!

كنتُ قد قمت بتحميل برنامج Momento قبل ستة أشهر أو تزيد، ومن خلال التجربة والخطأ تعرّفت على خاصيّة ربط البرنامج بحسابي على انستجرام، لم أكن أعلم حينها أنّ هذا الربط لا يقتصر على تسجيل الذكريات فقط بل وتذكيرك بها في كل يوم برسالة: في مثل هذا اليوم On that day! في كلّ يوم أقلّب الذكريات منذ ثلاثة أعوام، عامين أو عام على حسب تاريخ الذكرى التي قمتُ بتسجيلها يومًا ما على انستجرام وأبتسم :). بين السعودية وبريطانيا، وبين مدنٍ مختلفة حول العالم قمتُ بتوثّيق لحظاتي فيها، كوب قهوة، كتاب، حمامة، اقتباس، زيارة سمّها أنت، فكلّها في النهاية: ذكريات!

الطريف، أنّ الحزن بحد ذاته يتحوّل لذكرى طريفة في ذاتها، لتؤكد لك بأنّه – وكما قال الحكيم – : كلُّ شيءٍ يمضي! هذا الأثير الذي يُسمّى بالشبكة العنكبوتية أو الانترنت لا ينسى، لكنّه ليس دائمًا بتلك الصورة الموحشة والسوداء التي تلاحقك كذكرى لا تفخر بها، كما اعتاد من يكتب عن الذكريات الرقمية = Digital Memories مُحَذِّرًا من مغبّة مشاركة ذكرياتك ونشرها. ربما قد نسي المئات الذين شاركوني تلكم الذكريات على انستجرام كل شيء، وأنا بدوري كذلك قد نسيت! لكنّ Momento أتى كملاك رحمة ليذكّرني بها ويثبت لي بأن الانترنت لا ينسى نعم، لكنّه قد يأتي كعمل خير قدّمته ورميته في البحر كما يقولون، فعاد عليك بالنّفع من حيث لا تدري!
